الزمن
هو مخلوق من مخلوقات الله حالُه كحال السماء أو الجبال أو الحيوان أو أنا أو أنت
يحضر في حين وسيغيبُ في حين وهو محدود برفيقه الملازم له المكان حتى أوجد كلاهما
بعداً جديداً في عالم الدنيا هو الزمكان
غير أنهما سوف يُفارقان الحياة مثلما
السماء لمّا تنفطر والجبال تُسيّر والحيوان وأنا وأنت نفارقُ الدنيا حين يحينُ
الأجل
.
يتلاشى تأثير الوقت
وأنت تتأمل السماء في ليلة صافية فتحضر النجوم مبعثرة بمسافات عجز الضوء عن الوصول
إليها وآفاق مجهولة لم تدركها السفن الفضائية بعد ومجرات يحلم الإنسان بأن يغزوها
مرة ويرى فيها مخلوقات حية تشبه في إبداع خلقها الإنسان والنبات والحيوان .
وأنت تنظر إلى
السماء تستحضر الأزمنة الثلاث في وقت واحد فالماضي يحضر بنظرك لنجم بعيد ,فما تراه
من توهج في السماء لنجم ما هو إلّا آثار لهذا النجم ,فقد يكون تكوّن وتوهّج وانفجر
منذ آلاف السنين وأرسل ضيائه في السماء وأنت الآن في هذه اللحظة أدركتها ببصرك
والحاضر يحضر أيضاً
برفقة كل نفس يدخل صدرك وكل نبضة قلب تحييك وكل وظيفة تقوم بها خلية عضوية بجسدك وكل
عاطفة تخالجك وكل تلك السحابة من الموجات الكهرومغناطيسية التي تحيط بجسدك كغمامة
.
والمستقبل يحضر كذلك حينما تسهو عن كل ما حولك وتحيك في
مخيّلتك مستقبلاً أجمل مما تعيشه ,فتتخيل البلد الجديد الذي ستعيش فيه والوظيفة
الجديدة التي ستتقلدها ومظهرك الجديد كيف سيبدو وآمالك وطموحاتك الجديدة كيف ستكونان ,ستفكر وتتخيل بعد 10 سنين
وأنت ما زلت قيد عامنا هذا .
No comments:
Post a Comment