أعطني النّايَ وغنِّ
لا أذكر كم كان عُمري يومها ,أكنتُ في السابعة أم الثامنة أم
التاسعة!
لا يهمّ ,المهم أنّي كنتُ حديثة تعلُّم القراءة أكاد أقرأ الكلمات بصعوبة
وأرتّبها في جملة بصعوبة أيضاً .
تسلّلْتُ إلى غرفته ذاك العالَم الذي طالما أحببتُه ..
تسلّلْتُ إلى غرفته ذاك العالَم الذي طالما أحببتُه ..
كتبٌ تحتجز نصف الغرفة تتموضع
كملك على عرشه في مكتبة تقوّس ظهرها لشدة ما تحمله من ثِقل
صور لفيروز محمود
درويش خليل جبران نيتشه طه حسين مي زيادة غسان كنفاني ..
هذا ما أذكره ورودٌ
تيبّسَت تقطر أريجاً لقصة حبّ عاشَت سنين,
أوراقٌ مبعثرة مصطفّة بجانب بعضها فوق
بعضها بطريقة عشوائية
كان عمّي كاتباً ومحاميّاً وأديباً ومهندساً كان كلّ شيء كان الأجمل في نظري والأحبّ إلى قلبي
كان عمّي كاتباً ومحاميّاً وأديباً ومهندساً كان كلّ شيء كان الأجمل في نظري والأحبّ إلى قلبي
رجلٌ مكتمل النضج والرجولة .
كطفلة لفتَني خارج الكتاب فتناولته سرقة واحتضنته,
كطفلة لفتَني خارج الكتاب فتناولته سرقة واحتضنته,
أذكر رائحته كان قديماً وجميلاً
صفحاته مهترئة محشوّة بأجمل
العبارات ,تصفّحته وقرأت قليله لكن كلماته كانت صعبة ولم أفهمها
العبارات ,تصفّحته وقرأت قليله لكن كلماته كانت صعبة ولم أفهمها
اعطِني الناي وغنِّ فالغِنا سرّ الوجود"
"وأنين النّاي يبقى بعد أنْ يفنى الوُجود
"وأنين النّاي يبقى بعد أنْ يفنى الوُجود
كان لها وقعٌ في قلبي ,تناغمَت الكلمات في داخلي لسبب أجهله
هذه لأبيات الشعرية لجبران خليل جبران حبيبي الأول
أوّل من دقّ قلبي له
أول من أخلصتُ له وعاهدْت نفسي ألّا أحبّ بعده
أوّل من انطق قلبي شعراً وغزلاً
هو حبيبي الأوّل
أغلقْتُ الكتاب أعدتُ أدراجه لألّا يراني عمي فيستاء لاقتحامي عالمَه
هذه لأبيات الشعرية لجبران خليل جبران حبيبي الأول
أوّل من دقّ قلبي له
أول من أخلصتُ له وعاهدْت نفسي ألّا أحبّ بعده
أوّل من انطق قلبي شعراً وغزلاً
هو حبيبي الأوّل
أغلقْتُ الكتاب أعدتُ أدراجه لألّا يراني عمي فيستاء لاقتحامي عالمَه
سعدْتُ كثيراً بعد أن علِمت بأن فيروز غنّت كلمات حبيبي
أجادَت في
غنائِها وموسيقاها اطربتني وذكّرتني بمعشوقي الذي لم أقابله بعد وكلّي لهفة وشوق
للُقياه
انتظرتُ طويلاً حتى أكبُر لألقاه وأصارحه بأعذب الكلام عن حبّي له
كان سرّي الدفين الذي لم أصّرح به لأحد
كان سرّي الدفين الذي لم أصّرح به لأحد
مرّت أعوام ودخل الانترنت حياة الجميع وصار امتلاك مقالة أو كتاب ليس
بالأمر الصعب
فبحثتُ عنه لعلّي أجد الطريقة للقائه كنتُ في مراهقتي وهو حبيبي
الأول ,حبيب طفولتي وصباي .
حزنْتُ كثيراً بعد ان علمْت بأنّ جبران قد ولد وعاش وأحبّ ورسَم وكتبَ ومات قبل ميلادي
فهو مواليد 1883 وأنا مواليد 1994 وبيننا مئة وعشر وسنة , يــا له من فارق لا يُمكن التغاضي عنه
حزنْتُ كثيراً بعد ان علمْت بأنّ جبران قد ولد وعاش وأحبّ ورسَم وكتبَ ومات قبل ميلادي
فهو مواليد 1883 وأنا مواليد 1994 وبيننا مئة وعشر وسنة , يــا له من فارق لا يُمكن التغاضي عنه
أذكر أنّي بكيت كثيراً ,فمن هو الذي أحبّ ولم يبكِ !؟
لم تُكن خيبتي الأولى في الحياة ولا أوّل ما ازعجَ هدوء قلبي
لم تُكن خيبتي الأولى في الحياة ولا أوّل ما ازعجَ هدوء قلبي
فموت عمّي بعد سنين
لاحقة قد قسم ظهري وتركَ في قلبي جرحاً لا يعلم ماهيّته سوى الله
لا عجبَ في أنّ "جبران" هو من أحبّ الأسماء إليّ وادبه هو
الأحبّ إلّي أيضاً
لم ألقاه ولن ألقاه , لكن محياه وموته علّم قلبي حبّاً صادقاً وفيّاً لا يتكرر
بعيداً عن ترهات المراهقين وحديثي الشباب
ناضجاً لا زور فيه ولا بُهتان
يالَ حظّي السيّء , انتهت قصّتي قبل أن تبدأ
لم ألقاه ولن ألقاه , لكن محياه وموته علّم قلبي حبّاً صادقاً وفيّاً لا يتكرر
بعيداً عن ترهات المراهقين وحديثي الشباب
ناضجاً لا زور فيه ولا بُهتان
يالَ حظّي السيّء , انتهت قصّتي قبل أن تبدأ
No comments:
Post a Comment